-A +A
محــــمد الهـــتار ـ جـــدة (تصوير: محمد حبيب «عكـاظ»)
أجساد ترقد داخل مركز النقاهة والمستشفيات، أجساد بعضها يتنفس طبيعيا والبعض الآخر اصطناعيا بواسطة أجهزة التنفس، بعضها مدرك لما يدور حولها، وأخرى خارج الوعي والإرادة. أجساد تشتكي الألم وفراق الأحبة حتى وإن كانت لا تتكلم فقد تركت في رعاية الغير، وأصبحت تعيش الجحود بعينه. هذه الأجساد التي لم تغادر أسرتها منذ سنوات وإن غادرته، كان ذلك بموتها، باتت تشغل أسرة في وقت يبحث من هو أكثر ألما للحصول عليها. قضيتنا ليس فقط العقوق والوفاء، إنما قضية مجتمع بأكمله تحتاج إلى وقفة جادة من كافة فئات المجتمع. هنا مرضى منسيون يصفون معاناتهم مع من نسوهم أو تناسوهم، وكيف تسير بهم الحياة وهم على الأسرة البيضاء.

أحمد (38 عاما) أقدم الموجودين داخل مركز النقاهة في جدة، كان جالسا فوق كرسيه المتحرك، وهو يعاني من شلل نصفي ولا يتحكم في التبول أو بإخراج الفضلات، إثر تعرضه لحادث مروري عام 1404هـ تلقى العلاج في مستشفى الملك فهد في جدة، وبعد استقرار حالته نقل إلى مركز النقاهة لاستكمال علاجه، وفي 1409هـ عاد للعيش بين أسرته، لكنه في 1411هـ عاد ثانية إلى مركز النقاهة، وهو يعاني من تقرحات سريرية ومن يومها وحتى الآن لم يغادر المركز ولا يرغب في مغادرته أبدا.

يقول أحمد: من داخل هذا المركز حصلت على شهادتي الابتدائية والمتوسطة، ومن داخله استعدت ثقتي بنفسي ولا رغبة لي بالعيش في أي مكان خلاف مركز النقاهة، حتى العمل لا أريده، ويكفيني ما لاقيته من آلام في أيام معدودات عملت فيها بنظام الدوام الكامل في إحدى المؤسسات.

ويعاني (ع) من ضمور شديد في خلايا مخه، بسبب حادث مروري أجبره منذ 1426هـ على ملازمة السرير، لكن حالته تحسنت وأسرته تحرص على زيارته باستمرار، وساهم جلوسها معه في توفير بعض الخدمات المساعدة لاستعادة بعض الحركات الحسية التي فقدها، بسبب الحادث.

في غرفة أخرى في مركز النقاهة ترك الشاب عبد الرحمن كل شيء خلفه وجلس ملازما لوالده (52عاما)، الذي يرقد منذ 1428هـ على السرير الأبيض، إثر تعرضه لحادث مروري، تسبب في إصابته بالشلل الرباعي، وجعله لا يتحكم في البول أو الفضلات، وما زال يتغذى من أنبوب وضع في أنفه، ويتنفس من فتحة في القصبة الهوائية، مدركا لما حوله، ورغم سعادته بوجود ابنه بجواره، إلا أنه يشعر بالألم، لأنه تسبب في أن يترك ابنه عمله.



مرض وراثي

في صورة مؤلمة ومنذ 8 سنوات يتمدد (ع) فوق سريره مستسلما لمرض وراثي في الدم، أثر على نموه العقلي والجسمي، ورغم أنه في السابعة عشرة من عمره، إلا أن ذلك المرض حوله إلى طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره وحالته مستقرة، لكن ظروف أسرته تحول دون العيش بينهم في ظل معاناتها وبالذات والدته التي تبذل مع شقيقه المصاب بنفس المرض، والذي يرقد داخل المنزل ما أثر على صحتها.

محمد (22عاما) لا تفارقه الابتسامة والترحيب بالآخرين لم ينعم بطفولته، ذلك أنه عندما كان في الثانية من عمره، تعرض لحادث دهس أصابه بصدمة دماغية مغلقة في الرأس، وفي 1411هـ تحسنت حالته ونقل من مستشفى الولادة إلى مركز النقاهة في جدة، ليتلقى فيه الرعاية وبتنسيق العاملين مع مركز لتعلم النطق، أصبح محمد ينطق بعض الكلمات وبإمكانه العيش بين أسرته، لكن والده يرفض استلامه بحجة عدم قدرته على التعامل معه.



صدمة دماغية

منذ عامين يتمدد (م) وهو شاب في العشرين من عمره فوق السرير الأبيض، بعد أن أصيب في حادث مروري، سبب له صدمة دماغية، وحاليا يتنفس عبر فتحة في القصبة الهوائية، وحالته غير مستقرة وأسرته لم تستسلم أبدا لظروفها ولم تنقطع عن زيارته.



التغلب على الظروف

حسن شاب في العشرين من عمره يرقد داخل مركز النقاهة منذ عام، بعد أن أصيب في حادث مروري، وحالته الآن غير مستقرة، ورغم أن أسرته تعيش خارج مدينة جدة، لكنها تحرص على المجيء متغلبة على ظروف سفرها المتكرر من أجل أن تعيش لحظات مع ابنها، وإن كان غير مدرك لوجودهم.



شلل رباعي

بينما كان (ع، م) ممددا أسفل سيارته لإصلاح سيارته التي كانت تقف فوق رافعة، جاءت سيارة أخرى واصطدمت بها لتسقط فوق جسده وتصيبه بشلل رباعي وبضربه شديدة في رأسه، جعلته يعيش حتى الآن في غير وعيه، وكانت أسرته في البداية حريصة على زيارته، لكن بعد أن توفى والده قلت زيارتها له.



مجهول الهوية

آدم أصيب قبل عام في حادث مروري، تحسنت حالته ورغم إعاقته، ما زال وضعه داخل المركز مجهولا، لعدم وجود أوراق تثبت هويته.



العجوز الصامت

وفي صمت تام يجلس رجل تجاوز السبعين من عمره مستسلما لآلامه، بعد أن تسببت عدة جلطات في شل حركته، ومستسلما أيضا لآلامه النفسية لعدم رؤيته أحدا من أقاربه منذ أكثر من عام، يذكر أن اسمه «سالم المولد»، مسجل في سجلات مركز النقاهة باسم مجهول لعدم وجود هوية له، ورغم محاولات البعض داخل المركز التحدث معه للوصول إلى خيط يوصلهم إلى أهله، لكنه يلتزم الصمت، كلما همس أحدهم أين أهلك ومن هم؟!

كهل آخر في السبعين من عمره تعرض في 1429هـ إلى جلطة دماغية حملته سيارة الهلال الأحمر إلى مستشفى الملك فهد، وبعدها بشهرين نقل إلى مركز النقاهة، وما زال فيه حيث يعاني من شيخوخة ولا يعرف شيئا عن اسمه أو عنوانه، سوى أنه في يوم ردد أن اسمه عويض الحربي، بعدها لزم الصمت حتى الآن.



نزيف داخلي

حالة أخرى تدخل في عداد مجهولي الهوية من الجنسية الآسيوية، أصيب قبل ثلاث سنوات بجلطة دماغية تسببت له في نزيف داخلي في المخ، وفي منتصف 1428هـ استقرت حالته ونقل إلى مركز النقاهة، وما زال فيه حتى الآن يتغذى بواسطة أنبوب ويتنفس من خلال فتحة في القصبة الهوائية، ويحتاج إلى رعاية خاصة.



الكفيفات وقمة الوفاء

في قسم النساء داخل مركز النقاهة، سطرن ثلاث فتيات قمة الوفاء والإخلاص ورد الدين لمن حملتهن في رحمها وأرضعتهن، ثلاث فتيات تغلبن على ظروف إعاقتهن بعمى البصر، ولم يتأخرن يوما في المجيء إلى المركز والجلوس مع والدتهن، التي استسلمت بكل حواسها للسرير الأبيض وينضم إليهن شقيقهن في الجلوس أمام سرير والدتهن يحدثونها عن من طرق بابهم، ومن زارهم ومن اتصل بهم، وماذا أكلوا ومن مرض منهم ومن سأل عنهم، ويقرؤون أمامها القرآن الكريم بطريقة (برايل) وعندما يحل المساء يغادرن عائدات إلى منزلهن، وما أن يأتي ظهر اليوم التالي حتى يعدن ثانية إلى والدتهم.



تزور زوجها متوكئة

ما زال حتى الآن بعض العاملين في المركز يتذكرون تلك المرأة المتقدمة في السن التي كانت تتغلب على ظروفها الصحية وتأتي إلى المركز، وهي تتوكأ على عصاها من أجل أن تزور زوجها، فيما كان أبناؤها يوصلونها إلى المركز دون أن يفكر أحد منهم في زيارة والده الذي توفي فيما بعد!!.



فاقد الذاكرة

داخل مستشفى الثغر في جدة وفوق كرسي في ممر الدور الثاني، جلس وافد آسيوي ملتحفا بشرشف يطالع بعينيه العاملين داخل القسم الذي يجلس فيه منذ ثلاثة أشهر، بعد أن تعرض لكسور مختلفة من حادث مروري، تسبب في إصابته بارتجاج في المخ جعلت تصرفاته في كثير من الأحيان غير مسؤولة، ولكنه في أحيان يدرك ما حوله ويعرف ما يتحدثون عنه، وعندما يسمع أنه سوف يحول إلى إدارة الترحيل تنقلب أحواله ليشعر الآخرين بأنه فاقد للذاكرة.



تسعيني لا ابن له

منذ عام تمدد العم يحيى (90 عاما) على السرير الأبيض داخل مستشفى الثغر في جدة، بعدما شلت حركته وأصبح غير قادر على النهوض أو الكلام وزادت معاناته في ظل عدم وجود ابن له سوى بعض الأقارب الذين يرفضون تسلمه.



لا يريد إخراج ابنه

وفي مستشفى الثغر يرقد (عبدالرحمن) منذ ثمانية أشهر، وهو يعاني من شلل رباعي وضيق في التنفس، وبعد تحسن حالته وفرت له المستشفى جهاز تنفس، لكن والده يرفض إخراجه بحجة عدم قدرته على التعامل مع الجهاز، وبالذات عندما ينقطع التيار الكهربائي فجأة.

دور الخدمة الاجتماعية

طلال الناشري رئيس الأخصائيين الاجتماعيين في مستشفى الملك فهد في جدة، قال: من الضروري أن تشعر هذه الفئة بأهميتها داخل مجتمعاتها، وبالذات داخل أسرها، وأنها رغم ظروفها ما زالت مرغوب بها، كما أن من الضروري إيجاد مواقع إيواء للحالات التي تحسنت أحوالها الصحية، حتى تتم تهيئتهم لمراحل حياتهم المتبقية.

وتطالب الاخصائية الاجتماعية في مركز النقاهة الهام البليهيد أن تسهم دور البحوث الاجتماعية في إجراء الدراسات عن الحالات الموجودة داخل المستشفيات، التي يرفض الأهل استلامها، أو أنها لا تجد مكانا تأوي إليه، بسبب ظروفها المعيشية.

ويقول الأخصائي الاجتماعي في مركز النقاهة في جدة أحمد الأحمدي: نبذل أقصى الجهود مع كل حالة، ونسعى إلى التوصل إلى أهلها والجلوس معهم، لتهيئتهم في كيفية التعامل مع قريبهم، ودراسة أوضاعهم الاجتماعية والصحية والسعي لمعالجتها.

وأعرب الأخصائي الاجتماعي في مستشفى الثغر سعيد القحطاني عن دهشته من تنصل بعض الأسر من واجباتها تجاه أحد أفراد أسرها، مؤكدا أن الإجراءات الجبرية لن تجدي فتيلا مع الأسر في تسلم أقاربها، ما لم يأتوا إلى المستشفيات طواعية ويخرجون أبناءهم، فبعض الحالات تجبر أن تسلم إلى ذويها وتعود ثانية أسوأ مما كانت عليه، لأنها تعرضت لإهمال من الأسرة أو لعدم قدرتها على التعامل معها.



التخلي عن الأبناء

مدير مركز النقاهة الدكتور محمود الحاج قال بداية إن جميع الحالات الموجودة داخل المركز هي حالات معوقة، بعضها مدرك لما حوله، وبعضها الآخر غير مدرك، ومعظمهم تعرضوا لحوادث مرورية جعلتها ملازمة للسرير، وبعض هذه الحالات تحسنت أحوالها الصحية، ومن المفترض أن تعيش بين أسرتها أو داخل الدور الاجتماعية، لكن نعاني من تناسي بعض الأسر لواجباتها وتخليها عن أبنائها، ونضطر إلى الاستعانة ببعض الجهات، لإجبارها على تسلم أبنائهم رغم تهربهم وتحججهم ببعض الظروف التي لا تساعدهم في انضمام أبنائهم إليهم، إضافة لبعض الحالات التي تعاني من ضعف زيارة الأهل لها، رغم أهميتها من الناحية النفسية للمريض، وبعض الحالات تعيش وفاء لا نظير له، ونحاول داخل هذا المركز أن نقدم الخدمات المتاحة للمريض ونؤهله لاستعادة بعض حواسه التي فقدها، ورغم التنسيق مع بعض الجهات ذات الاختصاص، إلا أننا نطالب بزيادة التعاون، خصوصا فيما يتعلق بإجبار الأهل على الإحساس بمسؤولياتهم، وأن تقبل الشؤون الاجتماعية الحالات التي تحسنت وأصبحت في حاجة إلى خدمات اجتماعية أكثر من الصحية.



مجهولو الهوية

وفي نفس السياق يضيف مدير مستشفى الملك عبد العزيز ومركز الأورام في جدة الدكتور خالد العيسى، قائلا: نبذل جهدا كبيرا في معالجة أوضاع الحالات التي يرفض أهلها تسلمها، حتى أننا نسلك مختلف القنوات ولا ننكر أن ذلك يستغرق بعض الوقت، تحرم خلاله من الاستفادة من سرير هذا المريض الذي يبقى داخل المستشفى، حسب ظروف التعامل مع أسرته وحسب التنسيق مع بعض الجهات الاجتماعية بخصوصه، وأكثر الحالات التي تستغرق وقتا في معالجتها هي الحالات المجهولة التي دخلت المستشفى عن طريق قسم الطوارئ، بعضها بهوية والبعض بدونها، والآخر بعناوين وأرقام غير صحيحة، ولابد من تسريع إجراءات غير السعوديين وإلزام القنصليات بسرعة إنهاء إجراءات رعاياهم، مع أهمية زيادة الطاقة الاستيعابية لدور النقاهة.



اشتغال الأسرة

ويشير الدكتور محمد باجبير مدير مستشفى الثغر في جدة، أن مستشفيات الوزارة تعاني من مشكلة وجود حالات تحسنت صحتها، وأصبحت بحاجة إلى العيش وسط أسرها، أو في أحد الأدوار الاجتماعية، لكنها وأمام بعض المعوقات تشغل أسرة المستشفيات، وتشكل ضغطا عليها، وتحرم بعض المرضى من الاستفادة منها، وهذه المشكلة ليست فقط مقتصرة على المرضى السعوديين، بل حتى غير السعوديين ومجهولي الهوية، الذين يتم إدخالهم المستشفيات، وبسبب الروتين المعقد يتأخر البت في مواضيعهم، رغم أن بالإمكان معالجة أوضاع هذه الحالات من خلال غرفة العمليات المشتركة، والتغلب على الفجوة الموجودة بين وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية والجوازات.



17 حالة مرفوضة في الصحة النفسية

ويقول الدكتور عدنان مفتي مدير الصحة النفسية في جدة، إن الخوف من التعامل مع المرضى النفسيين، هو السبب الرئيسي في رفض الأهل تسلم ذويها حتى مع تحسن كبير في حالتهم الصحية، وسجلنا العديد من الحالات وبواسطة الجهات الأمنية أجبرنا بعض الأسر على تسلم ذويها، وبقي لدينا داخل المستشفى حتى الآن 17 حالة، يرفض الأهل استلامها، فيما سجلنا حالتين مجهولتي الهوية، وجميع هذه الحالات لها سنوات تعيش داخل المستشفى لم نستطع إيجاد أماكن بديلة لهم للعيش فيها، وننتظر حاليا أن تنتهي الشؤون الاجتماعية من منشآتها الجديدة، التي سيتوفر فيها العلاج الطبي والعلاج الاجتماعي، وسيصبح بإمكان المريض النفسي الاستفادة من هذه الدور، وسنقضي على مشكلة إشعار الأسرة الطبية في المستشفيات بحالات تحسنت أحوالها الصحية.

ويضيف مفتي: نسعى حاليا إلى تطبيق عدة خطوات تشجع الأهل على التقرب من قريبها المريض نفسيا، وجعله يعيش داخل محيط أسرته، بمتابعة المستشفى للمريض داخل منزله، وهذا البرنامج يستفيد منه حاليا 12 مريضا، ونحاول أيضا أن ننفذ برنامج تقريب أسر الحالات المتشابهة من خلال ورش عمل لهم، في طريقة التعامل مع المريض النفسي، مع محاولة تنفيذ البرنامج الرابع المشتمل على تشجيع الأهل في أن ينام قريبها بينهم، فيما يتواجد المريض داخل المستشفى من الساعة الثامنة صباحا وحتى الرابعة عصرا، يخضع لتأهيل نفسي ولتطوير بعض مهاراته المتاحة، ونهدف من تنفيذ هذه البرامج، لتشجيع الأهل على عدم التهرب من مسؤولياتهم.



نفسية الطائف

وفي ذات السياق، قال الدكتور حسين الشريف المشرف على هيئة حقوق الإنسان على منطقة مكة المكرمة: قبل سبعة أعوام زرنا مستشفى الصحة النفسية في الطائف، ووجدنا حالات تعيش داخله منذ سنوات، رغم أن أحوالها الصحية تحسنت، ويفترض أن تغادر المستشفى وتعطي فرصة لغيرها من المرضى، لكن أهلها يرفضون تسلمها متعذرين بعدم قدرتهم على متابعة أحوال مريضهم ماديا ومهنيا، وبعضهم أوجد لنفسه مبررا اجتماعيا، وبعض الحالات لم يكن لها قريب أو بعيد، وحررنا ذلك ورفعناه للجهات المختصة، ولمسنا تحركهم لمعالجة الأمر حتى نفوت الفرصة أمام بعض الأسر المتنصلة من واجبها تجاه بعض أقاربها، مع أهمية أن تقوم وزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية بتأهيل أهل المرضى، في كيفية التعامل معهم، وأن تدعمهم ماديا ومعنويا، وأن تعلن كل جهة مسؤوليتها تجاه المريض وتجاه أسرته ومتابعة أحواله، وإذا كانت إمكانات إحدى الوزارتين غير قادرة على التنفيذ، عليها أن تعلن ذلك وتطالب بالدعم.



استخدام القوة

وأوضح عوض الردادي نائب رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب في مجلس الشورى، أن الدولة ترعى من لا راعي له، ومن واقع موقعي السابق، أوكد أن معظم الحالات لديها أسر وليست مقطوعة من شجرة، ولكنهم يتعرضون إلى العقوق والتخلي عنهم، وهذا هو سبب بقاء هذه الفئة داخل هذه المستشفيات، ودور المسنين الموجودة أنشئت لاحتضان الحالات التي لا قريب لها.

ويضيف الردادي: سبق أن لجأنا إلى القوة الجبرية مع بعض الأسر، ليتسلموا ذويهم عن طريق الجهات المختصة، ولوحظ على بعضها من خلال المتابعة، أنها تعود ثانية إلى الأدوار الاجتماعية، بعدما تعرضت للإهمال أو الأذى من قبل أسرها، وفضلنا بقاءها داخل الأدوار أو المستشفيات حماية لهم، رغم أننا في الأساس لا نشجع أبدا أن يترك الأبناء آباءهم داخل الدور.



مسؤولية الصحة والشؤون الاجتماعية

ويقول الدكتور محمد الشريف رئيس اللجنة الصحية والبيئية في الشورى: تسلمنا مؤخرا تقريرا عن وزارة الصحة، وجدنا فيه من الهموم الكثير، وعلاج قضية إيواء كبار السن أو المعوقين لن يتم إلا إذا جلست وزارتا الصحة والشؤون الاجتماعية معا، وأشركت بعض الجهات المختصة لمساندتها في دراسة المعوقات وإيجاد الحلول، وإذا استحال الأمر عليهما، لابد من أن يستعينا ببعض الخبرات الخارجية بدلا من سكوتهما، وهذا ليس فيه اتهام لأحد، ولكنه رد على من يتعذر بمحدودية ميزانيته.



الرفع لجهات الاختصاص

أما المتحدث الرسمي في وزارة الصحة الدكتور خالد المرغلاني فقال: لا ننكر وجود بعض حالات داخل المستشفيات تلقتها الرعاية الصحية وتحسنت أحوالها وأصبح بإمكانها مغادرة المستشفى والانتقال إلى أسرها أو داخل أحد الدور الاجتماعية الموجودة، وأمام رفض الأهل تسلمهم، ليس أمامنا سوى الرفع بأمرهم إلى الجهات المختصة، وبالنسبة لمجهولي الهوية، نسعى من خلال مختلف القنوات للوصول إلى أي معلومات عنهم، وإذا تعذر ذلك نعاملهم معاملة المرضى المرفوضين من ذويهم لحين معالجة أوضاعهم.